السياسي

بين ريكسوس والرجمة ( في كلام صار ) !

بين ريكسوس والرجمة ( في كلام صار ) !

بين ريكسوس والرجمة ( في كلام صار ) !

 

 

المصلحة ، هي المُحرك الحقيقي لعالم السياسة في العالم ، الأطراف السياسية والكُتل البشرية والعرقيات المختلفة تجمعها المصلحة المشتركة ، وتفرقها المصلحة المتنافرة ،

نعرف جيدا ان هذا الكلام يعتبر من البديهيات ، لكننا أصبحنا في زمن نحتاج فيه إلى تناول البديهيات في بداية حديثنا عن أي أمر مرتبط بالقطر الليبي العظيم .

 

بدون سابق إنذار إجتمع الغريمان ، والطرفان اللذان تراشقا بكل شيء على هذه الأرض بدأ من الحجارة وصولا بجثث الناس الأبرياء ، ولم نتحسس طيلت الفترة الماضية نشوء أي حالة مصلحة مشتركة بينهما ، خاصة وأن كل طرف منهم لايريد أن يخضع للأخر ، وفي نفس الوقت لا يقبل كل منهم أن يُسلم للأخر دفة قيادة الشأن العام لجموع الليبيين النائمين في سبات التيه .

 

قادة الجنرال خليفة حفتر ينزلون ضيوفاً على خصومهم في طرابلس تحت قبة قاعات فندق ركسوس صاحب السمعة العظيمة في السياسية الليبية ، وتجولوا في أزقة المدينة القديمة في طرابلس التي كانت ومن المفترض لازالت تقبع تحت سيطرت التشكيلات المسلحة التي تستضيفهم اليوم وحاربوها بالأمس ( لا نستطيع ان نتجاوز الوصف الأخير الذي ذكرناه من منطلق أنه عُبد بدماء العديد من أبناء هذا الشعب الذين تم إقناعهم بهذه السردية ) كما نزل في الرجمة قادة الغرب الليبي الممثلين للجهات العسكرية والتشكيلات المسلحة فيها ، بمعني ( جيناكم وجيتونا وحبال سو طاحو على الشعب ! ) 

 

الجميع هلل لهذه الزيارة وزينة صفحات الفيس بوك المحسوبة على الطرفين بجمل ( لم الشمل – ومصلحة ليبيا هي العليا – ونلتقي من أجل الوطن ) وفرح الناس وفرحنا معهم ولكننا لم نستطيع أن نوقف ذلك الضجيج الذي ينغص علينا حياتنا بعد هذا الاجتماع وهو ( علاش الاجتماع ؟، وشن جمع الشامي على المغربي ؟ – وليش توا ؟ ولا غيب الله علينا نعمة السؤال ) 

 

أيضا لم يعلق آي سياسي له منصب في الدولة على هذا الاجتماع ، لم يخرج بيان للامة الليبية حول نتائج هذا الاجتماع ، لم نسمع أي تعليق من أي طرف حضر هذا الاجتماع ، هذه الحالة خلقت مساحة للتكهنات ، ومحاولة قراءة لماذا حدث هذا الاجتماع وفي هذا التوقيت ؟ والأهم من نسق أو فرض حدوث هذا الاجتماع ؟

 

ما تعودنا عليه في سابق الأيام وطيلت السنوات الماضية ان حالة إنهاء الخلاف بشكل سريع بهذه الطريقة لا تحدث إلا إذا كان هناك ( مكالمة ) عابرة للمحيطات وصلت لأذان المجتمعين طلبة منهم الجلوس وتسوية الأمر فيما بينهم . إذا ما الغاية من هذه التسوية ؟

 

نعتقد أن الديمقراطيين في أمريكا يحتاجون إلى إنتصار قوي على الساحة الدولية يستطيعون من خلاله تدعيم حظوظ الرئيس الحالي ( بايدن ) في الانتخابات الأمريكية القادمة في نوفمبر الجاري ، خاصة في ظل تردي الوضع الاقتصادي العالمي وإشهار بعض البنوك الكبيرة في أمريكا إفلاسها خلال المدة الماضية ، ومع فشل الحكومة الأمريكية إحداث تغيير حقيقي في مسار الحرب الأكرانية الروسية ، وفي ظل توسع الروس في القارة الافريقية بشكل كبير ومُلاحظ ، الأمر الذي يضع الديمقراطيين في موقف يحتاجون فيها إلى حالة إنتصار على الساحة الدولية ، ولن يجدوا أفضل من إخراج الروس من ليبيا عن طريق توحيد صف القوة العسكرية في ليبيا لإخراج الفاغنر ، وبدعم منهم ، على غرار ماحدث في أفغانستان أثناء الحرب الأفغانية الروسية ، كذلك الأكراد في سوريا . 

 

ان هذه القراءة هي الأقرب منطقية لتفسير سرعة وقوة الاجتماع التي حدث خلال الأيام الماضية ، إلا أنه في نفس الوقت مالسناريوهات المتوقعة فيما لو حدث هذا الصدام في ليبيا ؟ 

 

نعتقد أنه في الحالتين سواء إستطاع هذا التحالف العسكري إخراج الروس من ليبيا أو لم يقدر ، أو لم يحدث هذا السيناريو من الأصل ، فلا ملامح واضحة لحدوث انتخابات حقيقية توصلنا إلى حالة إستقرار نسبي خلال هذا العام . وكل ما نستطيع ان نقوله هو تذكير الجميع بما حدث في شعوب مرت بنفس هذه الحالة التي نمر بها الأن .

 

حيث يا رعاك الله نشبت الحرب الفلبينية الامريكية سنة 1898 كان الإسبان يحكمون الفلبين منذ ثلاث قرون وكان الامريكيون يريدون أن يتوسعوا في الجزر القريبة لقارتهم شرقا وغربا ، وساعد الأمريكيون الفلبينيين على ثورتهم ضد مستعمرهم الأسبان ، وتعامل الفلبينيون مع الامريكان كحلفائهم وصدقوا أنهم جاءوا ليساعدوهم على التحرر ، فلما إنهزم الاسبان واعلن الفلبينيون إستقلالهم لم يعترف الامريكيون بذلك الاستقلال وعقدوا إتفاقا مع الإسبان أن تسلم مدريد الفلبين إلى واشنطن مقابل مبلغ من المال ، ثم حول الامريكيون بنادقهم إلى حلفائهم السابقين ( الفلبينيين ) ولم تستقل البلاد إلا بعد الحرب العالمية الثانية  ، ( فليعتبر من له بصيرة )