السياسي

حُراس المنطقة الخضراء طرابلس . من هم ؟

                  حُراس المنطقة الخضراء طرابلس . من هم ؟

 

 

                    حُراس المنطقة الخضراء طرابلس . من هم ؟                                                     

 

لا نعرف هل قَدراً أو بشكل مرتب كُتب لطرابلس أن تحوز أدوات الحكم في ليبيا ، ومهما كانت الأسباب التي خلقت هذا الواقع فنحن اليوم نتعامل على أساسه ، ولا يتمثل هذا الوصف في طرابلس كمدينة ، بل يتجسد في ( رباعية الحكم ) مصرف ليبيا المركزي – المؤسسة الوطنية للنفط -  رئاسة الوزراء – النائب العام . 

هذا ما نعيشه ، وهذا ما تحاول الأطراف الدولية عن طريق ( بيادق العازة ) أن تفعله في ليبيا ونعتقد نحن وكل الليبيين أن هذه المؤسسات المذكورة هي التي تمثل الدولة في ليبيا ومن يسيطر عليها ، يستطيع أن  يدير البلد بكل سهولة . 

طيلت العشر سنوات الماضية وكل الصراع يتمحور حول هذه المؤسسات ، لهذا يبدوا أن الخطة الجديدة لحكام ليبيا الفعليين أصبح يتمحور حول كيفية خلق إستقرار نسبي في المنطقة الممتدة من جنزور غربا حتى قاعدة إمعيتيقة شرقا ، بحيث تتمكن أي حكومة قادمة من العمل بشكل مستقر ، لهذا يبدوا أن هناك ملامح ( منطقة خضراء ) على غرار بغداد المكلومة . 

تمكنت ورشفانة من توحيد نفسها عسكريا تحت لواء معمر الضاوي ( أبو طلة جنان ) وسواء أكان هذا التوحيد هو جهد ( للسبع طبول ) مجتمعة أو أريد لها أن تكون كذلك  ، في الحالتين تمتد المساحة الجغرافية التي تتموضع فيها ورشفانة في إطار أربع بلديات وتغطي طوق طرابلس الغربي من جبل نفوسة وصولاً إلى البحر شمالاً .

هذا التموضع يجعلها مركز صراع طيلت المرحلة السابقة وكان الجهد كل الجهد ، أن لا يتم السيطرة على هذه المنطقة من طرف سياسي معين بذاته . وخاصة أن توحيد هذه الرقعة الجغرافية تحت راية واحدة يمكنها من أن تلعب دوراً مهم جدا في تأمين طرابلس ، بل لا نبالغ إن قلنا انها ستكون إحدى القوى التي تشكل من يحكم عاصمة ( الصبر ) طرابلس . 

في الجهة المقابلة متكفلة قوة الردع الخاصة بتأمين المدخل الشرقي لطرابلس ، وزاد نفوذها بزيادة الرقعة الجغرافية التي أصبحت تحت سيطرتها  بعد حرب طرابلس الأخيرة،  حيث جُل عين زارة ووسط العاصمة وصولا إلى تخوم قصر بن غشير ، تتقاسمها مع قوة دعم الاستقرار 

جنوبا تمكن اللواء 444 ( صاحب السمعة الباهية ) من أن يسيطر على نطاق طرابلس الغربي وصولا إلى الشويرف في عمق جنوب العاصمة ، ومن تخوم جبل نفوسة تحديداً الهيرة ، حتي حدود ترهونة مع البحر .

هذا اللواء الذي يملك إمكانيات بشرية ضخمة ،  أهلته أن يغطي كل هذه المساحة إضافة إلى الأدوار الأخرى التي يقوم بها سواء داخل العاصمة او في بني وليد وترهونة وقصر بن غشير إضافة إلي ( القِفار ) التي تربط الشويرف بغرب البلاد . 

داخل العاصمة اليوم تكاد تختفي المظاهر المسلحة التي إعتاد عليها سكان العاصمة في السنوات الماضية ، اللهم من بعض المركبات المدرعة للمجاهرة بالأمن ومحاولة تحسيس المواطن أنه في آمان ( ونعتقد أن من لايشعر بالأمان يجب عليه زيارة مطار معيتيقة على وجه السرعة !! ) 

لا يعلم أحد بما فيهم من يكتب هذه الحروف هل سيستمر الوضع بهذا التوزيع أو سيكون للتشكيلات التي غادرة المشهد الطرابلسي رأي أخر ، فلازالت أصوات من كتيبة النواصي ، وأيوب ابوراس – وهيثم التاجوري – وغيرها يسمع في أزقة شارع الزاوية ؟ إلا أن ما علمته لنا السنوات الماضية ،  أن من يخرج من المعادلة العسكرية الطرابلسية لن يعود ، وإن عاد لن يعود بنفس النفوذ ، ولا نستطيع في نفس الوقت أن نجزم أن فكرة المنطقة الخضراء قد تقدم حلاً في الفترة القادمة . لأي حكومة تفكر أن تعمل من طرابلس ، وفي نفس الوقت قد لا يوافق الجنرال حفتر ( سفير رائحة الزبدة ) على هذا الطرح ، ولا أعتقد أن للشعب الليبي العظيم أي رأي في هذه المعادلة .. 

فصل جديد من فصول سنوات التيه قد يُكتب خلال الفترة القادمة ، لا نعلم كيف ولا متي ، وقد لا يكتب أصلا ، المهم أن نتمسك بذاكرتنا حتي نكون مستعدين عندما تحين الفرصة لنا ، أن لا نعيد أخطاءنا مرة سابعة !!